18 نوفمبر.. كيف أنهى دستور 1993 المؤقت عقودًا من الفصل العنصري في جنوب إفريقيا؟
18 نوفمبر.. كيف أنهى دستور 1993 المؤقت عقودًا من الفصل العنصري في جنوب إفريقيا؟
في 18 نوفمبر 1993 حقق نيلسون مانديلا انتصارا مهما على نظام الفصل العنصري عندما وقع مع حكومة نظام الفصل العنصري الدستور "المؤقت" لجنوب إفريقيا، الذي كان بمثابة وثيقة مرور من العنصرية إلى الديمقراطية.
واعتبرت تلك الخطوة تتويجًا لمفاوضات إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا حيث كانت إحدى القضايا الرئيسية المتنازع عليها هي العملية التي سيتم من خلالها اعتماد الدستور، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وكان الخلاف عندما أصر المؤتمر الوطني الإفريقي على أنه يجب وضعه من قبل جمعية تأسيسية منتخبة ديمقراطيًا، في حين خشي الحزب الوطني الحاكم من عدم حماية حقوق الأقليات في مثل هذه العملية، واقترح بدلاً من ذلك التفاوض على الدستور بالإجماع بين الأحزاب ثم طرحه للاستفتاء الشعبي.
ونص الدستور الانتقالي المتفاوض عليه على تشكيل جمعية دستورية منتخبة لوضع دستور دائم، وضمن الدستور المؤقت الحريات الأساسية وحماية حقوق الأقليات، دون تقييد دور الجمعية الدستورية المنتخبة بشكل مفرط.
ولم يكن الدستور المؤقت سوى خطوة في مشوار مانديلا أول رئيس من ذوي البشرة السمراء لجنوب إفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق، حيث ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية.
من هو مانديلا؟
ولد نيلسون مانديلا في منطقة ترانسكاي، وكان والده رئيسًا لقبيلة التيمبو الشهيرة، وقد توفي ونيلسون لا يزال صغيراً، فانتخبته القبيلة خلفا لأبيه وبدأ إعداده لتولي المنصب، فتلقى دروسه الابتدائية بمدرسة داخلية عام 1930 ثم بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة فورت هار، ولكنه فصل من الجامعة مع رفيقه أوليفر تامبو عام 1940 بتهمة الاشتراك في إضراب طلابي.
عاش مانديلا فترة دراسية مضطربة، وتنقل بين العديد من الجامعات وتابع الدراسة بالمراسلة من مدينة جوهانسبرج، وحصل على الإجازة ثم التحق بجامعة وايت ووتر ساند لدراسة الحقوق.
كانت جنوب إفريقيا في تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصري الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة في الحياة السياسية أو إدارة شؤون البلاد.
بدأ مانديلا المعارضة السياسية لنظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء، وفي 1942 انضم مانديلا إلى المجلس الإفريقي القومي، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء، وفي عام 1948 انتصر الحزب القومي في الانتخابات العامة، وفي تلك الفترة أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة.
مقاومة مسلحة وسجن
في البداية دعا مانديلا للمقاومة السلمية لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عُزَّل في عام 1960 قرر فتح باب المقاومة المسلحة، وفي فبراير 1962 اعتقل وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة التدبير للإضراب.
وفي 1985 عُرض على مانديلا إطلاق سراحه مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض وبقي بالسجن حتى 11 فبراير 1990 إلى أن نجح المجلس الإفريقي القومي والضغوط الدولية في إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دي كليرك.
حصل مانديلا مع الرئيس فريدريك دي كليرك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام، وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا في مايو 1994 حتى تقاعد في 1999، وفي 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.